يضيف د. عبد الصبور شاهين: لقد سبق أن طالبت من فوق منبر جامعة القاهرة بضرورة تدريس الصراع الإسلامي الصهيوني، والذي كان يطلقون عليه منذ قريب الصراع العربي (الإسرائيلي)، ويطلقون عليه الآن الصراع مع الفلسطينيين.. وطالبت بأن تدرس تلك القضية باعتبارها مشكلة الوجود الإسلامي والعربي لمئات السنين القادمة، وأن تقوم كل الجامعات العربية والمدارس بمراحلها المختلفة بتوضيح الحقائق، وإظهار الحق من الباطل، وذلك من خلال مناهجها وشرح حقيقة هذا الصراع الذي نسأل المولى عز وجل أن يكتب لنا شهود نهايته، وأن يصيب لصوص التاريخ من الصهاينة ببلاء يسحقهم وينقذ المسلمين والعرب من شرهم.. ومع الأسف فإن دعوتي لم يبال بها أحد، ولعله قد آن الأوان للاستجابة لهذه الدعوة وأن نشعر جميعًا بأهمية تدريس المشكلة المصيرية لكل أجيال المسلمين والعرب في كل أطر الدراسة والعلم.
القنوات الخاصة
أما د. شعبان شمس- رئيس قسم الإعلام بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر- فيؤكد أنه يجب على وزارات الإعلام العربية أن تقوم بعمل دراسة حول تلك القضية، ونرصد من خلالها أسباب حدوث الخلط بين المسجدين، وتضع خطة إعلامية متكاملة لإزالته تشترك في تنفيذها كل وسائل الإعلام على ألا تغفل أهمية أن تشارك القنوات الخاصة في تلك الخطة؛ حيث إنها قد بدأت تحظى باهتمام جماهيري كبير.
ويضيف: كما أرى ضرورة الإسراع بعقد مؤتمر دولي تشارك فيه كل الدول الإسلامية، لتناقش كل التفاصيل المتعلقة بالأقصى وما يدبر له، وتضع الحلول والتوصيات اللازمة لتصحيح الحقائق.. فإنَّ هناك بعدين يجب الاهتمام بهما، الأول تعليمي حيث يجب أن تتضمن المناهج التعليمية موضوعات دينية وتاريخية توضح للطالب خلال المرحلة الابتدائية الحقائق الدينية والتاريخية، وهذه المرحلة مهمة جدًا؛ لأن ما يرسخ فيها في ذهن الطالب يصعب تغييره أو التأثير عليه بأية أكاذيب، وبعد أن ينتقل الطالب إلى المرحلة الإعدادية والثانوية يجب الاعتماد على تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، فمن خلال أجهزة الكمبيوتر التي توفرها وزارة التربية والتعليم في المدارس والمتصلة بشبكات الإنترنت؛ يتم اطلاع الطالب على المواقع الإسلامية التي تعرَّض صور وحقائق مقدساتنا الإسلامية، أما البعد الثاني الذي يسهم في هدم المخطط الصهيوني، فهو إعلامي نكمل من خلاله تأكيد ما تمَّ ترسيخه في الأذهان، ويمكن حدوث ذلك من خلال بث برامج إذاعية وتليفزيونية تتحدث عن هذا الخلط وعن الصراع العربي الصهيوني على أن تكون صورة المسجد الأقصى هي الخلفية للبرامج، ولعلنا رأينا كيف ترسخت صورة الكوفية الفلسطينية لدى العرب من خلال حرص الإعلامي الكبير حمدي قنديل على وجودها كجزءٍ أساسي من ديكور برنامجه رئيس التحرير.. فالصورة في أحيانٍ كثيرة تكون خيرًا من ألف كلمة.
ومن هنا يجب أيضًا الإكثار من عرض الأفلام التسجيلية التي تبين حقيقة الأقصى، وكذلك فالصحافة عليها نفس الدور كي يتم تدمير المؤامرة الصهيونية تمامًا، وحتى لا نكون عرضة للتأثر بحملات التضليل وتزييف الحقائق